تدريس علوم الحياة و الأرض بالكفايات
تساهم المواد
العلمية مثل البيولوجيا والجيولوجيا في بناء المستويات الأولى للتمثلات العلميّة
الموضوعية
لكل من المادة والكائنات الحية، وذلك عن طريق الملاحظة والتحليل المنطقي للظواهر
التي تثير
فضول المتعلمين. ومنه تؤهل هؤلاء للاندماج في بيئة تتحكم فيها قوانين علميّة
تتطوّر
بفعل التقدم
التكنولوجي
وتضع
المقاربات التجريبيّة لتدريس هذه المواد المتعلمَ أمام عالم الحقائق الموضوعية
الملموسة،
حيث تشارك في
تكوين تفكيره وتشجِّعُ تساؤلاته وتثير خياله بصياغة فرضيات. إنها تستدعي استدلاله
المنطقي
وتؤسس لديه علاقات مع مفهوم الحقيقة، وبهذا يكتسب المتعلمون دقة الملاحظة والتحليل
والاستدلال
حسب الظواهر المدروسة والمشاكل المطروحة. وتقودهم هذه السيرورة إلى الابتعاد عن
التمركز حول
الذات وعن آرائهم وانطباعاتهم غير الموضوعية، وإلى اعتبار براهين الآخرين وإمدادات
على هذا
الأساس ينبغي الانطلاق من تساؤلات المتعلمين وتمثلاتهم القبلية، وباعتماد مرحلة
البحث
والتقصي
المقترحة من طرف الأستاذ والمنجزة من قبل المتعلمين لاكتساب آليات ذهنية ضرورية
لكل
تفكير علمي
نقدي يتيح الربط المنطقي بين التجربة الشخصية والمعارف المدرسية، ومنه البناء
التدريجي لكفايات يستلزمها تعلم مواد
تجريبية
وينبغي أن
ترتكز منهجية تدريس علوم الحياة والأرض على توجيه انتباه المتعلمين نحو العالم
الحقيقي
الملموس، على
أن تثير وضعية الانطلاق فضولهم وتحث تساؤلاتهم وتمنحهم إمكانية التعبير عن
أفكارهم
الأولية من جهة، ومن جهة أخرى اختزال دور المدرس التوجيهي في دقة الصياغة
التعبيرية
وسلامتها
اللغوية، وفي اعتبار التمثلات القبلية وكذا قيادة القسم إلى اختيار التساؤلات
والمشاكل
الملائمة
لنهج بنائي يعتبر الأدوات والوسائل الديداكتيكية (أجهزة مخبرية، صور، خرائط، صور
شفافة، ...)،
ويؤدي إلى بناء مهارات ومعارف وعناصر أخرى من
الكفايات الواردة في منهاج علوم الحياة والأرض
مزيدا من التفاصيل من هنا